" هذا يزعم أني تركتكم عالة لا مال لكم، بل تركتكم من الله بخير، إنكم لا تمرّون بامرئ مسلم ولا معاهد إلاّ ولكم عليه حق واجب، يا بنيّ، إني ميَّلت رأيي في الدنيا بين أن تفتقروا في الدنيا وبين أن أدخل الجنة، أو تستغنوا في الدنيا وبين أن أدخل النار، فكان أن تفتقروا في الدنيا إلى آخر يوم من الدنيا أحبَّ إلىّ من دخول النار طرفة عين، قوموا عصمكم الله، ورزقكم.
ومسلمة يسمع.
حدثنا أبو حاتم قال، وحدثونا عن أبي بكر بن الضحّاك بن قيس الفهريّ قال: شهدنا مع سليمان بن عبد الملك جنازة رجل من قريش، فجلست قريبا منه، فأخذ حفنة من تراب، فقبض عليها، ثم أرسل أصابعه، وبسط كفّه والتراب فيها، ثم قال: " إن هذا المدفن طّيب ".
قال: فوالله الذي لا إله غيره ما أتت له جمعة حتى دفنَّاه إلى جنب القرشيّ، ليس بينهما أحد.
وصية سليمان بن عبد الملك.
حدثنا أبو حاتم قال: وحدثونا عن ابن عيّاش قال، أخبرني حصن، قال: كان سليمان غزا معنا الصائفة، فما رأينا رجلا كان أورع، ولا أحسن صلاة، ولا أكثر صدقة منه، قال، فوالله، إني لقائم على رأس سليمان أذبّ عنه بمنديل، إذ تشمَّم فوجد رائحة.