- يا غلام، انطلق إلى المطبخ، فانظر، هل تصيب لي مخَّا.
فانطلق، فنكت عظما مما طبخ، ثم أقبل به في شيٍّ.
فلما رآه قال: ويلك، ما هذا؟.
فانصرف الغلام، فما ترك في المطبخ عظما إلا نكته، ثم أتى به في صحفة.
قال: فوالله إن وضعه على " يعني: خوان " وما وضعه إلا على الأرض، فأكل تلك الأرغفة الحارة بذلك المخّ، ثم وثب، فدخل على أم سلمة بنت عمر ابن سهل، فما نزل عن بطنها إلا وهو مغشيّ عليه.
فأقام يوما وليلة ثم أفاق، فقال: هو الموت، عليّ برجاء بن حيوة الكنديّ.
وكان من أخصّ الناس به، فأتاه.
فقال: يا هذا، قد ترى ما نزل بي من الأمر، فما رأيك؟.
قال: بل يرفع الله صرعتك يا أمير المؤمنين، ويعلي كعبك.
قال: أيها الرجل، هو والله الموت.
قال رجاء: ذلك ما كتب الله على الأنبياء قبلك، وإن نقض فإلى روح الله ورحمته إن شاء الله.
فقال: ما شاء الله كان، ويفعل الله ما يشاء، من ترى لهذا الأمر يا رجاء؟ قال: ابنك داود.
قال: كيف؟ وهو ابن أمّ ولد، وأهل بيتي لا يرون ذلك.
قال رجاء: فقلت عبيد الله بن مروان، رجل من أهل بيتك.
قال: والله، ما يستنضج الكراع.
قلت: فأخوك سعيد بن عبد الملك.