ويمنعها قومي ويمنعها يدي … وجرداء من أهل الأفاقة صلدمُ
قال: أصاب النعمان أساري من بني تميم، فركب إليه وفودهم، وفيهم أكثم بن صيفي حتى انتهوا إلى النَّجف، فلما علوه أناخ أكثم بعيره، وقال لأصحابه: ترون خصيلتي؟ قالوا: رأينا ما ساءنا.
قال: قلبي مضغة من جسدي، ولا أظنَّه إلا نحل كما نحل سائر جسدي، فلا تتَّكلوا على في حيلة ولا منطق.
فقدموا الحيرة، فأقاموا نصف حول.
ثم شخص النعمان إلى القطانة، فأقام بها نصف حول.
فلما انفضت الوفود، ولم يبقى منهم إلا اليسير قام أكثم، فأخذ بحلقة الباب، ونادى:
يا حمل بن مالك بن أهبان … هل تبلغنَّا ما أقول النعمان
إنَّ الطَّعام كان عيش الإنسان … أهلكتني بالحبس بعد الحرمان
من بين عارٍ جائع وعطشان … وذاك من شرِّ حباء الضِّيفان
فسمع النعمان صوته فقال: أبو حيدة وربّ الكعبة، ما زلنا نحبس أصحابه حتى تفحَّشناه.