للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم فعل مثل ذلك بالحيرة، فأخرجهم، ثم قال:

ثَوَيْنَا بِالْقَطَاقِطِ مَا ثَوَيْنَا … وَبالْعَبْرَيْنِ حولا ما نَرِيمُ

وأُخبر أهلنا أَن قد هلكنا … وقد أعيا الكواهن والبسومُ

وآسانا على ما كان أوس … وبعض القوم ملحيٌّ ذميمُ

فقلت لهم، أيا قومي أبانت … فكونوا النَّاهضين بها، وقوموا

بوفدٍ من سراة بني تميم … إلى أمثالهم لجأَ اليتيمُ

فإنَّكم لأَن تكفوه أهل … عليكم حق قومكم عظيم

وإنَّكمُ بِعقوة ذي بلاءِ … وحقُّ الملك مكشوف عظيمُ

قال: وكتب ملك هجر، أو نجران إلى أكثم أن يكتب إليه بأشياء ينتفع بها، وأن يوجز.

فكتب إليه:

"إن أحمق الحمق الفجور، وأمثل الأشياء ترك الفضول، وقلة السَّقط لزوم الصواب، وخير الأمور مغبَّة ألاَّ تني في استصلاح المال، وإياك والتبذير فإن التبذير مفتاح اليؤس، ومن التواني والعجز نتجت الهلكة، وأحوج الناس إلى الغنى من لا يصلحه إلا الغنى - وأولئك الملوك -، وحبُّ المديح رأس الضياع، وفي المشورة صلاح الرعية ومادة الرأي، ورضا الناس غاية لا تدرك، فتحرَّ الخير بجهدك، ولا تحفل سخط من رضاه الجور، ومعالجة العقاب سفهٌ، وتعوَّد الصَّبر، لكل شيءٍ ضراوة، فضرِّ لسانك بالخير، وتوكَّل بالمهمّ، ووكِّل

<<  <  ج: ص:  >  >>