للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أوساطها، وأفضل القرناء المرأة الصالحة، وعند الخوف حسن العمل، ومن لم يكن له من نفسه واعظ لم يكن له من علمه زاجر " أي لم يحفل بمرشد "، ومن أهمل نفسه أمكن عدوَّه " أو قال تمكن من عدوه " على أسوأ عمله، وفسولة الوزراء أضرُّ من بعض الأعداء، وأوَّل الغيظ الوهن ".

قالوا: وكتب النعمان بن المنذر إلى أكثم، وذكر ملك من ملوك فارس رجال العرب وعداوة بعضهم لبعض، وحالهم في بلادهم، فقال الفارس: هذا لخفّة أحرمهم، وقلّة عقولهم.

فكتب إلى أكثم أن اعهد إلينا أمرا نعجب به فارس ونرغبهم به في العرب.

فكتب أكثم: " لن يهلك امرؤ حتى يضيِّع الرأي عند فعله، ويستبدّ على قومه بأموره، ويعجب بما ظهر من مرؤته ويغترّ بقوَّته، والأمر يأتيه من قومه، وليس للمختال في حسن الثناء نصيب، والجهل قوة الخرق، والخرق قوة الغضب، وإلى الله تصير المصائر، ومن أتى مكروها إلى أحد فبنفسه بدأ، إن الهلكة إضاعة الرأي، والاستبداد على العشيرة يجرُّ الجريرة، والعجب بالمروءة دليل على الفسولة، ومن اعترّ بقوته فإن الأمر يأتيه من فوقه، لقاء الأحبة مسلاة للهم، من أشرّ ما لا ينبغي إعلانه ولم يعلن للأعداء سريرته سلم الناس عليه، والعيُّ أن تكلَّم يفوق ما تسدّ به حاجتك، وينبغي لمن عقل ألا يثق بإخاء من لم تضطرّه إليه حاجة، وأقلُّ الناس راحة الحقود، ومن أتى على يديه غير عامد فأعفه من الملامة " أو اللائمة "، ولا تعاقب على الذنوب إلا بقدر عقوبة الذنب فتكون مذنبا، ومن تعمد الذَّنب لم تحل الرحمة دون عقوبته، والأدب رفق، والرفق يمن،

<<  <  ج: ص:  >  >>