للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليوم يبني لدويد بيتُهُ … لو كان للدَّهر بلى أَبليتُهُ

أَو كان قرني واحدا كفيتُهُ

ثم مات مكانه.

قالوا: وجمع بني عند الموت، فقال: " أوصيكم بالناس شرَّا، لا تقبلوا لهم معذرة ولا تُقيلُوهم عثرة، أوصيكم بالناس شرا، طعناً وضربا، قصروا الأعنَّة، اشرعوا الأسنَّة، وارعوا الكلأ وإن كان على الصَّفا، وما احتجتم إليه فصونوه، وما استغنيتم عنه فأَفسدوه على من سواكم، فإن غشّ الناس يدعوا إلى سوء الظن، وسوء الظن يدعوا إلى الاحتراس ".

وأوصى نهد بن زيد بنيه فقال: " يا بنيّ، أَوصيكم بالناس شرا، كلموهم نزرا، واطعنوهم شزرا، ولا تقبلوا لهم عذرا، ولا تقيلوهم عثرة، وقصروا الأعنَّة، واشحذوا الأسنَّة تأكلوا بذلك القريب، ويرهبكم البعيد، وإياكم والوهن فيطمع فيكم الناس ".

قال أبو حاتم، وذكر ابن الجَّصاص أن محصَّن بن عتبان بن ظالم الزُّبيديّ عاش مائتي سنة وستا وخمسين سنة، قال وهو من سعد العشيرة، وقال:

ألا يا أَسم إِنيَّ لست منكم … ولكنَّي امرأ قومي شعوبُ

دعاني الدَّاعيان فقلت إيها … فقالا: كلًّ من ندعو يجيبُ

أَلا يا أَسم أَعيان الرُّكوبُ … وأَعيتني المكاسب والُّهوبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>