للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصرتُ رزيَّة في البيت كلاًّ … تأَذَّى بي الأَباعدُ والقريبُ

كذاك الدَّهرُ والأيَّام غول … لها كلِّ سائمةٍ نصيبُ

وعاش دريد بن الصَّمة الجشمي، من جُثم بن سعد بن بكر، نحوا من مائتي سنة، حتى سقط حاجباه على عينيه، وأدرك الإسلام ولم يسلم، وقتل يوم حنين كافرا، وإنما خرجت به هوازن تتيَّمن به.

وقال دريد:

فإن يكُ رأسي كاثَّغامة نسلُهُ … يطيف بي الولدان أَحدبَ كالقردِ

رهينة قعرِ البيت كلَّ عشيَّةٍ … كأني أُرقَّي أو أُصوَّبُ في المهد

فمن بعد فضل من شباب وقوَّة … وشعر أَثيثٍ حالك اللون مسودِّ

وأنه لما كبر أراد أهله أن يحبسوه، فقالوا: إنا حابسوك وما نعوك من كلام الناس، فقد خشينا أن تخلط فيروى ذلك الناس علينا، ويرون منك عارا.

قال: أَوقد خشيتم ذلك مني؟ قالوا: نعم.

قال: فانحروا جزورا، وأصنعوا طعاما، وأجمعوا إلى قومي حتى أحدث لهم عهدا.

فنحروا جزورا، وعملوا طعاما، ولبس ثيابا حسانا، وجلس لقومه، حتى إذا فرغوا من طعامهم قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>