للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبلت إذ وليتني أمور رعيّتك وقومك، وإن لي كنز علم، وإن الذي أعجبك من علمي إنما هو من ذلك الكنز، أحتذى عليه وقد خلّفته خلفي، فإن صار في أيدي قومي علم كلُّهم مثل علمي، فأذن لي حتى أرجع إلى بلادي فآتيك به، فإن صرت بهذا العلم إلى بلدك أبحته ولدك وقومك حتى يكونوا كلهم علماء.

وكان الملك جاهلا، فطمع أن يقطع أصل العلم من عندهم، ويصير لقومه دونهم. فقال له الملك: قد أذنت لك بتعجيل الرَّجعة.

فقال له عامر: إن قومي أَضنَّاء بي، فاكتب لي كتابا بجباية الطريق فيرى قومي طمعا يطيب أنفسهم عني، واستخرج كنزي، وأرجع إليك.

فكتب له بذلك.

فعاد إلى أصحابه، فقال: ارتحلوا.

فقالوا تالله ما رأينا وافد قوم قطُّ أبعد عن نوال، ولا أحيد عن مال.

قال لهم: مهلا، فإن أفضل الرزق الحياة، ولها يراد الرزق، وقال، ليس على الرزق فوت، وغنم من نجا من الموت، ومن يرد باطنا يعيش واهنا، " يقول من لم ينظر في المتعقِّب عاش واهنا ضعيفا، والباطن ها هنا المتعقّب والنظر في العاقبة ".

ولو أخذ في لومكم لاتبعت قولكم، ويل أمِّ الآيات والعلامات، والنظر والاعتبار، والفكر والاختبار.

ثم قدم على قومه، فقال: ربَّ أَكلة تمنع أَكلات، وسنة تجبر سنوات ثم أقام، فلم يعد.

وكان من حديث عامر بن الظرب أيضا أنه خطب إليه صعصعة بن معاوية ابنته، فقال: يا صعصع، قد جئت تشتري مني كبدي، وأكرم ولدي عندي،

<<  <  ج: ص:  >  >>