للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منعتك أو بعتك، النكاح خير من الأَئمة، والحسب كفاء الحسب، والزوج الصالح يعدّ أبا، قد أنكحتك خشية ألا أجد مثلك، يا معشر دوس: " قال، وقال أكثر أصحابنا يا معشر عدوان ": خرجت كريمتكم من بين أَظهركم من غير رغبة عنكم، ولكنه من خطّ له شيء جاءه، ربّ زارع لنفسه ما حاصده غيره، ولا قسم الظوظ ما أدرك الآخر مع الأول شيئا يعيش به، ولكن رزق آكل من آجل وعاجل، إن الذي أرسل الحيا أنبت المرعى ثم قسمه " أي حفظ "، وكلاَّ لكل فم بقلة، ومن الماء جرعة، ترون ولا تعلمون، ولن يرى ما أصف لكم إلا كلُّ قلب راع، ولكل رزق ساع، ولكل خلق خُلق، كَيس أو حُمق، وما رأيت شيئا قطّ إلا سمعت حسَّه ووجدت مسَّه، وما رأيت شيئا خلق نفسه، وما رأيت موضوعا إلا مصنوعا، وما رأيت جائيا إلا ذاهبا، ولا غانما إلا خائبا، ولا نعمة إلا ومعها بؤس، ولو كان يميت الناس الداء لأعاشهم الدواء، فهل لكم في العلم العليم؟ قيل: وما هو؟ فقد قلت فأصبت، وأخبرت فصدقت.

فقال: أرى أمورا شتى، وشيئا شيئا حتَّى.

معترض لِعَنَنِ لم يعنيه … أَدرك مال غيره بجنبه

فاحتاز شيئا لم يكن من ظنَّه … كأَنَّما يحتاز ماء شنِّه

قالوا: وعاش جروة بن يزيد الطائي، وكان ينزل بلخ خراسان، نزلها أيام عبد الله بن عامر، وهو ابن قريب من مائة سنة، وقتل مع سورة بن أَبجر، وهو أشل اليد اليسرى، ضربت يده يوم زحف التُّرك إلى الأحنف بن قيس، فشلّت يده، فأعطاه الأحنف دِيتَهَا، ومتب إلى ابن عامر فأعطاه ديتها أيضا، وأمر له بعشرة آلاف درهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>