وفتيان إِذا ندبوا لحرب … تمشُّوا مشية الإبل الهيام
يرون عليهم لله حقَّا … مقارعة الطَّماطمة الطَّغام
يريدون المثوبة من إله … بصير تحت قسطال القتام
قسطال، غبار.
وكلُّهم يرادي التُّرك قدما … ويحوى منفسا في كلِّ عام
ويرجو الله لا يرجو سواه … وراجي الله يرجع بالسَّلام
وقالت قد كبرت فقلت كلاّ … وربِّ البيت والشَّهر الحرام
لقد أَبطلت، ما كبري بمُدبي … إلىَّ حليلتي، قدر الحمام
سأَغزو أَو أَموت كذا خفاتا … ولا آتى بداهية وذام
فإنَّ الدَّهر يلعب أَبرديه … بكلّ مذمَّم جلد العظام
ويترك كلَّ مضعوف جريء … على الأَبطال يعرف بالزَّحام
وهو الذي يقول لامرأته:
وقالت قد كبرت، وقلت حقَّا … كبرت، فكفكفي ودعي عتابي
عتابك كلَّ يوم لي عذاب … ومثلي لا يقرُّ على العذاب
فإن لم تصبري وكرهت قربي … فدونك ما أَردت من اجتنابي
سأَغزو التَّرك في نفرٍ كرام … سراع حين ندعى للضِّراب
يرون الموت أَفضل من حياة … تُصيِّرها الدُّهور إِلى تباب
وفي الأَيَّام لي عظة وناه … وما أَرضى معاتبة الكَعابِ
لأَنِّي أَطلب الأَمر الَّذي لا … ينال بغير ضرب للرِّقاب
فيا ليت السيوف تعاورتني … بأَيدي معشر كأُسود غاب
فأَلقى الموت مشتهرا فعالي … ولم تدنس بمخزية ثيابي