للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقد صرت بعد العزّ أغضى مذلَّة … على الهول والأزمان ذات تنقُّلِ

فكم قد رأيت من همام متوَّج … من التِّيه يمشي طامحا كالسبهلل

فأَصبح بعد التِّه كالعر ذلَّة … قليل البتات كالضَّريك المعيل

وآخر قد أَبصرته متعلِّفا … بريطة ذلّ كان غير مبجَّل

يدين له الأَقوام سرا وجهرة … يروح ويغدو كالهمام المرفَّل

كذلك هذا الدَّهر صارت بطونه … ظهورا وأَعلى الأمر صار كأَسفل

فصبرا على ريب الزمان وعضِّه … ولا تك ذا تيه ولا تعلَّل

خذ العفو واقنع بالصَّحاح فربَّما … أَكون لزاز العارض المتهلِّل

الصحاح الصحة مثل الضَّجاج والضَّجَّة، وأنشد: وخطَّ أَيَّام الصَّحاح والسَّقم وقال

إذا هتف الحمام على غصون … جرت عبرات عيني بانسكاب

يذكِّرني الحمام صفىَّ نفسي … جنابا، من عذيري من جناب

أردت ثواب ربِّك في فراقي … وقربي كان أقرب للثَّواب

قالوا: وعاش عبَّاد بن شدّاد اليربوعيّ مائة وثمانين سنة.

وقال في ذلك:

يا بؤس للشَّيخ عبَّاد بن شدَّاد … أضحى رهينة بيت بين أعواد

وتهزأ العرس منِّي إن رأت جسدي … أحدب لم تبق منه غير أجلاد

فإن تريني صعيفا قاصرا عنقي … فقد أكعكع عنِّي عدوة العادي

وقد أفئ بأثواب الرَّئيس وقد … أغدو على سلهب للوحش صيَّاد

قالوا: وعاش همّام بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم مائة وثمانين سنة.

وقال في ذلك:

إنَّ القواني قد عجبن كثيرا … ورأينني شيخا صحوت كبيرا

<<  <  ج: ص:  >  >>