فقد صرت بعد العزّ أغضى مذلَّة … على الهول والأزمان ذات تنقُّلِ
فكم قد رأيت من همام متوَّج … من التِّيه يمشي طامحا كالسبهلل
فأَصبح بعد التِّه كالعر ذلَّة … قليل البتات كالضَّريك المعيل
وآخر قد أَبصرته متعلِّفا … بريطة ذلّ كان غير مبجَّل
يدين له الأَقوام سرا وجهرة … يروح ويغدو كالهمام المرفَّل
كذلك هذا الدَّهر صارت بطونه … ظهورا وأَعلى الأمر صار كأَسفل
فصبرا على ريب الزمان وعضِّه … ولا تك ذا تيه ولا تعلَّل
خذ العفو واقنع بالصَّحاح فربَّما … أَكون لزاز العارض المتهلِّل
الصحاح الصحة مثل الضَّجاج والضَّجَّة، وأنشد: وخطَّ أَيَّام الصَّحاح والسَّقم وقال
إذا هتف الحمام على غصون … جرت عبرات عيني بانسكاب
يذكِّرني الحمام صفىَّ نفسي … جنابا، من عذيري من جناب
أردت ثواب ربِّك في فراقي … وقربي كان أقرب للثَّواب
قالوا: وعاش عبَّاد بن شدّاد اليربوعيّ مائة وثمانين سنة.
وقال في ذلك:
يا بؤس للشَّيخ عبَّاد بن شدَّاد … أضحى رهينة بيت بين أعواد
وتهزأ العرس منِّي إن رأت جسدي … أحدب لم تبق منه غير أجلاد
فإن تريني صعيفا قاصرا عنقي … فقد أكعكع عنِّي عدوة العادي
وقد أفئ بأثواب الرَّئيس وقد … أغدو على سلهب للوحش صيَّاد
قالوا: وعاش همّام بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم مائة وثمانين سنة.
وقال في ذلك:
إنَّ القواني قد عجبن كثيرا … ورأينني شيخا صحوت كبيرا