للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قصد الغواني أن أردن هوادتي … حسب الكبير مجرَّبا مخبورا

إنِّي لأبذل للحليل إذا دنا … مالي وأترك ماله موفورا

وإذا أردت ثواب ما أعطيته … فكفى بذاك لنائل تكديرا

إنِّي امرؤ عفُّ الخلائق لا أره … طرق السَّماحة يا أميم وعورا

قالوا: وعاش أسيِّد بن أوس التَّميميّ مائة وتسعين سنة، وقتل له ثلاثون ابنا في حرب كانت بينه وبين بني يشكر بن بكر بن وائل، فقال لمن بقي من ولده، وهو يوصيهم: " يا بنيّ، إني رأيت مطَّلعا تزايلت حجارته، وقد رأيته أملس ليس فيه صدع، ورأيت الدَّهر فلَّ الصُّخور، فليقترب بعضكم من بعض في المودّة، ولا تتَّكلوا على القرابة، فإن القريب من قرب نفسه، والأمور بدوات ".

قالوا: وانطلق أسيِّد بن أوس إلى الحارث بن الهبولة الغساني، كان أخا معاوية بن شريف لأمّه، أمُّهما ابنة رضا البارقيّ، يستمدّه في حرب بني الشَّقيقة، فلما قدم عليه قال " حمل " وهو رجل " يوثق في الشدّة بالقرابة وبصدق أهل الوفاء، إن خير السجيَّة ما لم يتكلّف، وخير الأعوان على النَّجل النساء " يعني بالنجل الأولاد "، ومن اتّخذ أداء الحقّ الحيطة فقد كمل " والحيطة غاية الحفظ " والعفو منتهى البرّ، ومنتهى اليرِّ الهوى، وبالصِّدق تمام المرؤة، وبالكذب يحسر الأنصار، وبالقرناء تعتبر الرجال، وأغنى الخصال عن المادّة العفاف، والعفو ترك العقوبة، وترك العقوبة يسلُّ السَّخيمة ".

وقال أسيِّد بن أوس في حجَّة الغدر، عام قاتلوا أبا كرب بن زيد بن حسان بن تبّع، فرجع إلى قومه بما أصاب، فقال " الزموا البرَّ يبرُّكم بنوكم، أخِّروا

<<  <  ج: ص:  >  >>