كالعفو والغفور والتوّاب والحليم لمن جَاءَ تَائِبًا نَادِما والمنتقم وَالْعدْل وَذي الْبَطْش الشَّديد لمن أصر وَلزِمَ المجرة فَهُوَ سُبْحَانَهُ يُرِيد أَن يرى عَبده تفرده بالكمال وَنقص العَبْد وَحَاجته إِلَيْهِ ويشهده كَمَال قدرته وعزته وَكَمَال مغفرته وعفوه وَرَحمته وَكَمَال بره وستره وحلمه وتجاوزه وصفحه وَأَن رَحمته بِهِ إِحْسَان إِلَيْهِ لَا مُعَارضَة وَأَنه إِن لم يتغمّده برحمته وفضله فَهُوَ هَالك لَا محَالة فَللَّه كم من تَقْدِير الذَّنب من حِكْمَة وَكم فِيهِ مَعَ تَحْقِيق التَّوْبَة للْعَبد من مصلحَة وَرَحْمَة التَّوْبَة من الذَّنب كشرب الدَّوَاء للعليل وَرب عِلّة كَانَت سَبَب الصِّحَّة
لَعَلَّ عتبك مَحْمُود عواقبه ... وَرُبمَا صحت الأجساد بالعلل
لَوْلَا تَقْدِير الذَّنب هلك ابْن آدم من الْعجب ذَنْب يذل بِهِ أحب إِلَيْهِ من طَاعَة يدل بهَا عَلَيْهِ شمعة النَّصْر إِنَّمَا تنزل فِي شمعدان الانكسار لَا يكرم العَبْد نَفسه بِمثل إهانتها وَلَا يعزها بِمثل ذلها وَلَا يريحها بِمثل تعبها كَمَا قيل
سأتعب نَفسِي أَو أصادف رَاحَة ... فان هوان النَّفس فِي كرم النَّفس
وَلَا يشبعها بِمثل جوعها وَلَا يؤمنها بِمثل خوفها وَلَا يؤنسها بِمثل وحشتها من كل مَا سوى فاطرها وبارئها وَلَا يُحْيِيهَا بِمثل امانتها كَمَا قيل
موت النُّفُوس جياتها ... من شَاءَ أَن يحيا يَمُوت
شراب الْهوى حُلْو وَلكنه يُورث الشرق من تذكر خنق الفخ هان عَلَيْهِ هجران الْحبَّة يَا معرقلا فِي شرك الْهوى جمزة عزم وَقد خرقت الشبكة لَا بُد من نُفُوذ الْقدر فاجنح للسلم لله ملك السَّمَوَات والارض واستقرض مِنْك حَبَّة فبخلت بهَا وَخلق سَبْعَة أبحر وَأحب مِنْك دمعة فقحطت عَيْنك بهَا إِطْلَاق الْبَصَر ينقش قي الْقلب صُورَة المنظور وَالْقلب كعبة والمعبود لَا يرضى بمزاحمة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute