للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفاز بالوصل من قد جدوا انقشعت ... عَن أفقه ظلمات اللَّيْل والسحب

كم ذَا التَّخَلُّف وَالدُّنْيَا قد ارتحلت ... ورسل رَبك قد وافتك فِي الطّلب

مَا فِي الديار وَقد سَارَتْ ركائب من ... تهواه للصب من شكر وَلَا أرب

فافرش الخد ذياك التُّرَاب وَقل ... مَا قَالَه صَاحب الأشواق والحقب

مَا ربع مية محفوفا يطِيف بِهِ ... غيلَان أشهى لَهُ من ربعك الخرب

منازلا كَانَ يهواها ويألفها ... أَيَّام كَانَ منال الْوَصْل عَن كثب

وَلَا الخدود وَلَو أدمين من ضرج ... أشهى إِلَى ناظري من ربعك الخرب

وَكلما جليت تِلْكَ الربوع لَهُ ... يهوى إِلَيْهَا هوى المَاء فِي الصبب

أحيي لَهُ الشوق تذكار العهود بهَا ... فَلَو دعِي الْقلب للسلوان لم يجب

هَذَا وَكم منزل فِي الأَرْض يألفه ... وَمَاله فِي سواهَا الدَّهْر من رغب

مَا فِي الْخيام أَخُو وجدير يحك إِن ... بثثته بعض شَأْن الْحبّ فاغترب

وَأسر فِي غَمَرَات اللَّيْل متهديا ... بنفحة الطّيب لَا بِالْعودِ والحطب

وَعَاد كل أخي جبن ومعجزة ... وَحَارب النَّفس لَا تلقيك فِي الْحَرْب

وَخذ لنَفسك نورا تستضيء بِهِ ... يَوْم اقتسام الورى الْأَنْوَار بالرتب

إِن كَانَ يُوجب صبري رَحْمَتي فرضا ... بِسوء حَالي وَحل للضنا بدني

منحتك الرّوح لَا أبغي لَهَا ثمنا ... إِلَّا رضاك ووافقري الا الثّمن

أحن بأطراف النَّهَار صبَابَة ... وبالليل يدعوني الْهوى فَأُجِيب

وَإِذا لم يكن من الْعِشْق بُد ... فَمن عجز عشق غير الْجَمِيل

<<  <   >  >>