للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلَا يجْتَمع انفسهما فَإِذا لم ترد النَّفس وتشتهي مَا كنت انت تُرِيدُ وتشتهي من إِرَادَة الله تَعَالَى بذلك الْعَمَل وَالدَّار الْآخِرَة فقد علمت أَن هَذَا قد حضر وَذَاكَ قد غَابَ كَمَا كنت تعلم ان الرِّيَاء حَاضر وَالنِّيَّة غَائِبَة

وَإِن اشْتبهَ عَلَيْك الَّذِي وصفت لَك فانقض الامر كَأَنَّك لَا تُرِيدُ أَن تعمله الْبَتَّةَ واصدق فِيهِ فَإِن علمت أَنَّك قد صدقت بنقضك لَهُ فابتدئه من الرَّأْس فَإِن وجدت من نَفسك الرِّضَا والسكون بِنَقْض الْعَمَل وَالتّرْك لَهُ فَاعْلَم أَنه عَلامَة حُضُور الصدْق وغيبة الْهوى والرياء وَإِن وجدت كَرَاهِيَة والنقض وَالتّرْك فَاعْلَم أَن الْهوى بعد فِيهِ

قلت اضْرِب لي فِيهِ مثلا يكون أبين من هَذَا

قَالَ مثل رجل هم أَن يتَّخذ طَعَاما يَدْعُو اليه اقواما فراجع نَفسه وعزمه فَإِذا هُوَ يُرِيد أَن يَدْعُو فلَانا لشئ كَانَ وَافقه مِنْهُ وَإِذا هُوَ يُرِيد أَن يَدْعُو الآخر يُرِيد ضربا من الاستطالة وَأَن يستخدمه ويخضع لَهُ وَإِذا هُوَ يُرِيد أَن يَدْعُو الآخر ليستعين بِهِ على ظلم وَإِذا هُوَ يُرِيد أَن يَدْعُو الآخر ليصيب مِنْهُ عرضا من الدُّنْيَا وَإِذا هُوَ يُرِيد ان يَدْعُو الاخر فيحمده ويثني عَلَيْهِ ويبسط ذكره وَإِذا هُوَ يُرِيد أَن يَدْعُو الاخر ليجالسه ويزاوره ويدع مجالسة ومزاورة غَيره وَإِذا هُوَ يُرِيد أَن يَدْعُو الاخر لحسن لِقَاء يلقاه بِهِ وَأَشْبَاه ذَلِك مِمَّا لَيْسَ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِيهِ شئ وَإِنَّمَا هُوَ كُله للدنيا

<<  <   >  >>