للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَأما الَّذِي يحسن الشَّيْء بعده فالشكر وَأشْهد انك لَو عقلت مَا تقْرَأ وَكنت مرِيدا لهَذِهِ الْمنزلَة لنظرت اليه بِعَين المحزونين الْخَائِفِينَ أَلا يقبلك وَأَن يستقذر إرادتك وسيرتك وَأَن يردك عَن بَابه وَأَن تقدم عَلَيْهِ وانت كَذَلِك

الِاعْتِبَار

واستعن فِي امرك كُله بِالِاعْتِبَارِ فَإِن الامر لَا يزَال مَسْتُورا مِنْك اَوْ غَائِبا عَنْك فَإِذا نظرت إِلَيْهِ نظر الْمُعْتَبر كَاد ان يقوم لَك الِاعْتِبَار مقَام الْمخبر المعاين لما قد غَابَ عَنْك ومقام الكاشف لَك عَن المستور عَنْك حَتَّى تنظر الى زين الامور وشينها وحسنها وقبيحها وتعرف من ايْنَ صَار الْحسن حسنا والقبيح قبيحا فتتبع من ذَلِك مَا فِيهِ نجاتك وتجتنب مَا فِيهِ هلكتك وتعرف النَّاس بِالِاعْتِبَارِ على مَنَازِلهمْ فِي لحن القَوْل ولحن الْفِعْل وتعرفهم وتعرف مَنَازِلهمْ ومذاهبهم بِنور الِاعْتِبَار ومواهب الالهام إِن شَاءَ الله تَعَالَى

[الاقتصاد والحزم]

وَعَلَيْك يَا أخي بالاقتصاد والحزم فِي أمورك كلهَا فَإِن الاقتصاد أرجا

<<  <   >  >>