للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْمُحب مسارع الى القربات

وَقَالَ الْمُحب يُنَازع الى الْقرْبَة ابدا مَا عَاشَ والخائف يتَعَرَّض للنجاة فَلَمَّا استيقن بالرحيل صَار مخادعا لنَفسِهِ ومؤثرا لما قدم على مَا خلف

وَلَا اعْلَم فِي النَّاس شَيْئا اقل من الْغَضَب لله وَالرِّضَا لله وَالْحب لله والبغض لله واقل من ذَلِك الرِّضَا عَن الله تَعَالَى وَالتَّسْلِيم لأَمره وتفويض الامور الى الله

واكثر سَلامَة النَّاس من الشَّرّ بِالصبرِ واكثر طَلَبهمْ للخير بِمَا وَافق الْهوى والانسان فِي اكثر النعم مُخَالف الشُّكْر واقرب خِصَال الْخَيْر من الله اثقلها على العَبْد وَلَو قبلهَا بشكر كَانَ اقربها الى الله احبها اليه

فَهَذَا العَبْد يَرْجُو رَحْمَة الله باليسير من الْبر كَمَا يرجوه بالكثير من الْبر سَوَاء وَيخَاف سخط الله باليسير من الذُّنُوب كَمَا يخَاف سخطه بالكثير من الذُّنُوب سَوَاء وَلَا يكون حسن الرَّغْبَة فِي كثير من الْحَسَنَات الا كَانَ فِي الْقَلِيل كَذَلِك

وَقَالَ اذا اردت ان تصلح من امرك شَيْئا فَاشْتَدَّ عَلَيْك فَخَل عَن جَمِيع اعمال الْبر من التَّطَوُّع كلهَا وَاجعَل شغلك كُله فِيهِ فَإنَّك تعان عَلَيْهِ ان شَاءَ الله

<<  <   >  >>