وَغير الْمرَائِي انما كره المذمة لحَال مَا فِيهَا من الْكَرَاهِيَة مثل السُّقُوط من اعين النَّاس والبغضة والمقت من الْمُؤمنِينَ واشباه ذَلِك وَالثنَاء الْحسن وَالْقَوْل الْجَمِيل احبه لموْضِع ستر الله وَلما جَاءَ من الرَّجَاء فِي الثَّنَاء الْحسن وَالْقَوْل الْجَمِيل والمحبة من النَّاس ومودتهم لَهُ وَكَانَ اعْتِقَاد نِيَّته وعزمه فِي اول امْرَهْ وَآخره الا يُرِيد بذلك إِلَّا وَجه الله وَحده وَالدَّار الْآخِرَة حمدوه اَوْ ذموه احبوه اَوْ ابغضوه
الْخَوْف من تحول النِّيَّة
وَرُبمَا كَانَ اعْتِقَاد الرجل عِنْد عمله ارادة الْآخِرَة ثمَّ ينْتَقل قَلِيلا قَلِيلا الى ارادة الدُّنْيَا وَذَلِكَ انه شَيْء خَفِي والعامة تقل معرفتهم بِهِ وعنايتهم بذلك وتكثر غفلتهم وسهوتهم عَنهُ وَقد كَانَ يَنْبَغِي ان تكون عناية الْمُؤمن بذلك اكثر من عنايته بِمَا يعْمل من الاعمال الظَّاهِرَة لَان اعمال الْجَوَارِح لَا يُمكنهُ ان يقلبها وَلَا يغيرها عَن حَالهَا وَالنِّيَّة لَا يَأْمَن عَلَيْهَا الْفساد وان كَانَت صَادِقَة صَحِيحَة ان تتحول من احسن مَا كَانَت عَلَيْهِ الى اقبح مَا تكون عَلَيْهِ وافسده لعمل صَاحبهَا