يَا أخي وَلَو لم يحزن العَبْد الا لما يكون فِيمَا يسْتَقْبل من الاعمال من الْجفَاء والسهو والغفلة وَقلة الصدْق فِي فَرْضه ونافلته مثل الَّذِي قد عمل وَلما يجد فِيهَا من قلَّة الْحيَاء والمراقبة لَكَانَ جَدِيرًا ان يحزن ويهتم
وَلَو لم يحزن ويهتم الا لانه لَو جَاءَ من الاعمال بِمثل اعمال الْمَلَائِكَة وَالْجِنّ والانس وَالْعَالمِينَ كلهم لم يكن عِنْده علم فِي ذَلِك انه فِي المقبول اَوْ فِي الْمَرْدُود وَلَا يدْرِي ايقبل من ذَلِك كُله مِثْقَال ذرة اَوْ يرد عَلَيْهِ لَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ ان يحزن
وَلَو لم يحزن الا لانه لَو قيل لَهُ اختر من عمرك أَي سَاعَة شِئْت لم تعص الله فِيهَا لسَبَب من الاسباب لما كَانَ يجد ذَلِك لقد كَانَ يَنْبَغِي لَهُ ان يحزن
وَلَو لم يحزن الا لانه لَو قيل لَهُ هَل تعرف سَاعَة وَاحِدَة من عمرك اديت الى الله سُبْحَانَهُ فِيهَا جَمِيع مَا اوجبه عَلَيْك كَمَا اوجبه لقَالَ مَا اعرفها لقد كَانَ يَنْبَغِي لَهُ ان يحزن