قَالَ ان الاشياء تعرف بالدلالات والعلامات والامثال وسأضرب لَك فِي ذَلِك مثلا يكون علما لما سَأَلت عَنهُ
ان مثل النَّاس فِي جُمْلَتهمْ وَفِي تفرقهم بعد الْمعرفَة بهم والخبرة لَهُم وتفاوتهم وتفاضلهم مثل سفط مَوْضُوع فِي طَرِيق فِيهِ قَوَارِير مَمْلُوءَة موكاة الرُّءُوس يمر بِهِ النَّاس لَا يَدْرُونَ مَا فِيهِ فَعرض لَهُ من النَّاس عَارض من الْمَارَّة فَقَالَ لاكشفن عَن هَذَا السفط فلأنظرن مَا فِيهِ فكشف عَنهُ فراى قَوَارِير مَمْلُوءَة لَا يدْرِي مَا فِيهَا فَحل اوكيتهن كُلهنَّ فَبَدَا لَهُ من هَذِه رَائِحَة الْمسك وَمن هَذِه رَائِحَة العنبر وَمن هَذِه رَائِحَة البان وَمن هَذِه رَائِحَة الخلوف وَمن هَذِه رَائِحَة الغالية وَمن هَذِه رَائِحَة الياسمين وَمن هَذِه رَائِحَة الْورْد وَسَائِر الطّيب والادهان
وَمن هَذِه رَائِحَة الكبريت وَمن هَذِه رَائِحَة النفط وَمن هَذِه رَائِحَة القطران وَمَا لَا طَاقَة لَهُ بِالْقيامِ عِنْدهَا من شدَّة نَتن رِيحهَا
فَالنَّاس فِي جُمْلَتهمْ مثل السفط والقوارير وهم فِي معرفتهم والبحث عَن اخلاقهم متفرقون على قدر الْقَوَارِير
وَمثل السفط ايضا فِي جملَته مثلك انت وَحدك والقوارير اخلاقك وآدابك وريحها الطّيب خير اخلاقك وآدابك الْحَسَنَة المرغوب فِيهَا والرائحة المنتنة شَرّ اخلاقك وآدابك السَّيئَة القبيحة
وَلَا تعرف النَّفس حَتَّى تمتحن وتختبر
فاختبر نَفسك حَتَّى تعلم مَا فِيهَا وان اردت ذَلِك فعاملها بالموافقة لَهَا والمفاتشة لهمتها فِي وَقت الهمة وَأحد اليها النّظر حَتَّى تعرف حلمك فِي الْوَقْت الَّذِي عرض لَك فِيهِ سَفِيه فسفه عَلَيْك لَيْسَ فِي الْوَقْت الَّذِي وَافق هَوَاك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute