وَقَالَ وَمن أشرف الْعِبَادَة ان تراقب الله بِمَا يحب الله فَإِذا فترت عَن ذَلِك راقبته فِيمَا يكره ملتمسا الْعود الى الْحَالة الاولى الَّتِي كنت عَلَيْهَا حَرِيصًا على ذَلِك فَيحدث لَك حِينَئِذٍ اليها حنين شَدِيد فَإِنَّهُ إِذا رآك كَذَلِك تحن وتحرص رد عَلَيْك مَا سلبك
قَالَ وَفِي هَذِه الْمَسْأَلَة وَالَّتِي قبلهَا وَفِي جَمِيع الاعمال على الْعَامِل ان يعقل مَا على الْقلب وَمَا على جوارح فَيبْدَأ بِمَا على الْقلب ثمَّ بِمَا على الْجَوَارِح فَإِن الْقلب هُوَ الاصل والجوارح أَغْصَان وَلَا تقوم الاغصان إِلَّا بالاصل
قَالَ وَمن أحسن الاخلاق ان تكون سجية العَبْد التَّوَاضُع وَمن أحسن الفعال الاحسان الى من أَسَاءَ إِلَيْك
وَقَالَ اجْتهد وَلَا تيأس وَلَا تقل عِنْد ذكر الصَّالِحين لَوْلَا ذُنُوبِي لرجوت طَريقَة الصَّالِحين فيفترك ذكر ذنوبك عَن الْعَمَل فَإِن صَاحب الْحمل الثقيل أولى ان يجْتَهد فِي إِسْقَاط مَا قد حمل من المخف الَّذِي لَيْسَ على ظَهره شَيْء
وَقَالَ إِن اردت ان ينظر الله اليك بِالرَّحْمَةِ فَانْظُر انت الى الصَّالِحين بالغبطة والى العاصين بالرأفة