قدره لمعرفته بعظيم قدر الله فَهُوَ سَاكن الى روح الْيَقِين وَهِي الْمنزلَة الَّتِي يغبطه بهَا اهل الْحِرْص على الدُّنْيَا
فَمن سكن قلبه الى انه لَيْسَ نعْمَة فِي السَّمَاء والارض الا وَهِي لله استراح قلبه من عَذَاب الْحِرْص اما سمعته يَقُول {هَل من خَالق غير الله يرزقكم من السَّمَاء وَالْأَرْض} وَقَالَ {أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر تبَارك الله رب الْعَالمين}
فَإِذا الزمت الثِّقَة قَلْبك فَإِنَّمَا انت نَاظر الى الله لَان الْملك لله دون خلقه وبقدر تَركك الثِّقَة يعظم حرصك على الدُّنْيَا
فَخَالف حرصك على الدُّنْيَا بالقنوع بِمَا قسم لَك فَإنَّك تسرع فِي عَدَاوَة الْحِرْص على الدُّنْيَا لَان الْحِرْص لَا يُعْطي وَلَا يمْنَع
والمتوكل على الله اسْتغنى بالمعطي الْمَانِع عَمَّن لَيْسَ بمانع وَلَا معط فَهُوَ غَنِي بِاللَّه عَمَّن سواهُ فَقير الى الله قد سكن قلبه عَن الِاضْطِرَاب فَلَيْسَ لمخلوق فِي قلبه خطر فَمن وثق بِغَيْر الله لَا يُغْنِيه
فَمن وثق بِغَيْر الله لَا يُغْنِيه والمتوكل لزم التَّقْوَى فَجعل الله لَهُ مخرجا ورزقه من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَلم يقل من حَيْثُ يحْتَسب وَقَالَ وَمن يتوكل على الله فَهُوَ حَسبه ان الله بَالغ امْرَهْ قد جعل الله لكل شَيْء قدرا
فالمتوكل توكل على الله فِي حاجاته كلهَا من امور آخرته ودنياه