للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فاصرف همتك إلى الحديث" وذلك سنة اثنتين وأربعين وسبع مائة، (١) فحبب الله له ذلك، فأكب عليه من سنة اثنتين وخمسين، حتى نال إعجاب أئمة عصره. (٢)

وسافر في طلب الحديث إلى مكة، والمدينة، والشام، وحلب، وحمص، ودمشق، وغزة، وبيت المقدس، والإسكندرية إلى تمام ستة وثلاثين بلدا أفردها بالتخريج باسم الأربعين البلدانية. (٣)

قال ابن فهد المكي (ت ٨٧١ هـ): "لا تخلو له سنة من الرحلة إما في الحج، أو طلب الحديث". (٤)

تنبيه: قال تقي الدين ابن فهد المكي: "إن والده توفي، وهو في الثالثة من عمره". اه. (٥)

وهو خطأ، فقد ذكر أبو زرعة ابن العراقي (ت ٨٢٦ هـ) أن والد أبي الفضل العراقي توفي سنة سبع مائة، وثلاث وستين، (٦) إذاً العراقي حين وفاة والده كان رجلا في نحو الثامنة والثلاثين من عمره، ولعل ابن فهد اشتبه عليه وفاة تقي الدين محمد بن جعفر القنائي بوفاة والد العراقي، فإن القنائي توفي سنة ٧٢٨ هـ، والزين العراقي في الثالثة من عمره. (٧)

[المطلب الرابع: ثناء العلماء عليه]

جد الحافظ العراقي في الطلب واجتهد، وطاف البلدان، ولقي الأئمة الأعلام، وصحبه التوفيق الإلهي، حتى تضلع في علوم كثيرة،


(١) انظر: لحظ الألحاظ (ص ٢٢٢)، والضوء اللامع (٤/ ١٧٢). وسيأتي ذكر ابن جماعة في مبحث الشيوخ
(٢) انظر: المجمع المؤسس (٢/ ١٧٧ - ١٧٨)، والضوء اللامع (٤/ ١٧٢).
(٣) انظر تاريخ ابن قاضي شهبة (٤/ ٣٨٠)، ولحظ الألحاظ (ص ٢٢٥ - ٢٢٦)، والضوء اللامع (٤/ ١٧٢ - ١٧٣).
(٤) لحظ الألحاظ (ص ٢٢٥ - ٢٢٦).
(٥) لحظ الألحاظ (ص ٢٢١). وجزم الشيخ أحمد معبد أن ابن فهد انفرد من بين أوائل المترجمين بهذا القول، ثم رد عليه بثلاثة أوجه (انظر الحافظ العراقي، وأثره في السنة ١/ ١٧٩ - ١٨١).
(٦) ذيل أبي زرعة العراقي على العبر (وفيات سنة ٧٦٣ هـ) (١/ ٨٦).
(٧) التنبيه والإيقاظ لما في ذيول تذكرة الحفاظ (ص ٩٩ - ١٠٠). سبق ترجمة القنائي في (ص ٧).

<<  <   >  >>