للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصابوني في صفات الله عز وجل"١، ومن هؤلاء شيخي وأستاذي الفاضل الدكتور علي بن ناصر فقيهي في كتابه: "الفتح المبين بالرد على نقد عبد الله الغماري لكتاب الأربعين"٢، وغير هؤلاء كثير من أهل العلم المعاصرين.

فهؤلاء الأفاضل من أهل العلم لم يروا باسًا في إطلاق لقب "سلفي" أو "السلفيين" مشيرين به إلى أولئك السائرين على منهاج السلف وطريقتهم.

وقد عد بعض من كتب في المذاهب الإسلامية وتاريخها من المحدثين "السلفيين" طائفة متميزة عرفت بهذا الاسم؛ وذلك كصنيع الدكتور محمد أبي زهرة في كتابه "تاريخ المذاهب الإسلامية"٣، والدكتور مصطفى الشكعة في كتابه "إسلام بلا مذاهب"٤، وقد أشارا إلى التطور التاريخي لمسيرة هذه الطائفة واتفقا على أنها امتداد لمدرسة الإمام أحمد بن حنبل، تجددت على يد شيخ الإسلام ابن تيمية في القرن السابع الهجري، والشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري، وزعما أن السلفيين هم الذين أطلقوا على أنفسهم هذا اللقب.

وسواء صح أن دعاة العودة إلى مذاهب السلف هم الذين أطلقوا على أنفسهم هذا القب، أم أطلقه عليهم غيرهم ثم عرفوا به؛ فإني لم أقف على من أنكر عليهم ذلك أو اعترض على إطلاق هذا اللقب عليهم من أهل العلم قديمًا، أو حديثًا ممن عرف بالسنة والدعوة إليها، وأقل ما يقال في جواز التلقب بذلك والانتساب إليه. وأنه اصطلاح ولا مشاحة في الاصطلاح ما دام المعنى صحيحًا وحقًا في أصله كما تقدم كلام شيخ الإسلام في ذلك، وأنه لا عيب


١ انظر: ص ٣٤- ٣٥.
٢ انظر: ص ٣٩، "ط. الأولى ١٤٠٨. - مطابع الرشيد".
٣ انظر: ص ١٨٧، "ط. دار الفكر العربي".
٤ انظر: ص ٤٩٩- ٥٠٠.

<<  <   >  >>