للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على من أظهر مذهب السلف وانتسب واعتزى إليه؛ لأن مذهب السلف لأي كون إلا حقًا.

وما كان الموضوع يستدعي الوقوف عنده والإطالة في تقريره لولا ما وقفت عليه من كلام للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في كتابه الجديد "السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي"، عد فيه "من الخطأ بمكان أن نعمد إلى كلمة "السلف" فنصوغ منها مصطلحًا جديدًا طارئًا على تاريخ الشريعة الإسلامية ألا وهو "السلفية" فنجعله عنوانًا مميزًا تندرج تحته فئة معينة من المسلمين"١؛ بل عد ذلك من البدع الطارئة على المسلمين فقال: "بل لا نعدوا الحقيقة إن قلنا: وإن اختراع هذا المصطلح بمضامينه الجديدة التي أشرنا إليها بدعة طارئة في الدين لم يعرفها السلف الصالح لهذه الأمة والخلف الملتزمة بنهجه"٢.

وهو يرى في هذا الكتاب: "أن الاقتداء بالسلف لا يكون باتباع آرائهم، وأقوالهم، ومواقفهم التي اتخذوها، وسلوك طريقتهم؛ فيقول: "فإن إتباع السلف لا يكون بالانحباس في حرفية الكلمات التي نطقوا بها، أو المواقف الجزئية التي اتخذوها؛ لأنهم هم أنفسهم لم يفعلوا ذلك؛ وإنما يكون بالرجوع إلى ما احتكموا إليه من قواعد تفسير النصوص وتأويلها، وأصول الاجتهاد والنظر في المبادئ والأحكام"٣.

وإذا نحن أردنا أن نعرف ما هي هذه القواعد؟ ومتى وضعت؛ فإن فضيلته يجيب بوضوح: أن هذه القواعد هي قواعد أصول الفقه، وأنها تعتمد فيما تعتمد على طبيعة اللغة العربية وأساليبها وفهمها، وأن استنباط هذه القواعد تأخر إلى


١ انظر: ص ١٣، "ط. الأولى ١٤٠٨ هـ= ١٩٨٨. نشر: دار الفكر-دمشق".
٢ نفس المصدر.
٣ نفس المصدر ص ١٢.

<<  <   >  >>