للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عصر الإمام محمد بن إدريس الشافعي "١٥٠- ٢٠٤ هـ"١ أول من وضع قواعد أصول الفقه. وإذا كان عصر الإمام الشافعي لا يمثل إلا الحلقة الثالثة من القرون الثلاثة التي هي خير القرون والتي تمثل بمجموعها السلف المقتدي بهم، كما سبق بيان ذلك؛ فأين القواعد التي اعتمد عليها الصحابة والتابعون بقبل أن يضع الإمام الشافعي هذه القواعد، حتى يمكن أن نقول: لا نقتدي بالصحابة إلا على ضوئها ووفق قوانينها.

وليت فضيلته وقف عند الأصول والقواعد التي وضعها الإمام الشافعي؛ فالإمام الشافعي إمام من أئمة السلف يدعو إلى السنة على طريقة من سبقه من الأئمة؛ وإنما نراه يضع لنا منهجًا عامًا يرى أنه لا بد لمن يريد ممارسة الإسلام الصحيح أن يتبعه فيقول: "إن الإنسان لكي يمارس الإسلام يقينًا وسلوكًا لا بد أن يجتاز المراحل الثلاث التالية:

أ- التأكد من صحة النصوص الواردة والمنقولة عن فهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، قرآنا كانت هذه النصوص أم حديثًا؛ بحيث ينتهي إلى يقين بأنها موصولة النسب إليه وليست منقولة عليه.

ب- الوقوف بدقة على ما تتضمنه وتعينه تلك النصوص؛ بحيث يطمئن إلى ما يعنيه ويقصده صاحب تلك النصوص منها.

ج- عرض حصيلة تلك المعاني والمقاصد التي وقف عليها وتأكد منها على موازين المنطق والعقل قال: "ونعني بالمنطق هنا قواعد الدراية والمعرفة عمومًا لتمحيصها ومعرفة موقف العقل منها"٢.

ثم أخذ يفصل ويشرح أجزاء كل من هذه الثلاث المراحل التي تكون في مجموعها وبتفاصيلها المنهج العلمي الذي ينبغي اتباعه في فهم النصوص في


١ نفس المصدر ص ١٩.
٢ نفص المصدر ص ٦٣.

<<  <   >  >>