للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والآربوسية١، كل طائفة تكفر الأخرى"٢.

وكمثال على ما ذكر من ظلم أمة النصارى وجور بعضهم على بعض، ما لاقاه أقباط مصر -وهم من الطائفة اليعقوبية- من ظلم واضطهاد على يد أبناء دينهم البيزنطيين الذين كانوا يحكمونهم قبل الفتح الإسلام لمصر.

يقول المستشرق توماس أرنولد: "فإن اليعاقبة -وهم الأقباط- الذين كانوا يكونون السواد الأعظم من السكان المسيحيين، قد عوملوا معاملة مجحفة من اتباع المذهب الأرثوذكسي٣ التابعيين للبلاط، الذين ألقوا في قلوبهم بذرو السخط والحنق اللذين لم ينسهما أعقابهم حتى اليوم.

كان بعضهم يعذب ثم يلقى بهم في اليم وتبع كثير منهم بطريقهم إلى المنفى، لينجوا من أيدي مضطهديهم، وأخفى عدد كبير منهم عقائدهم الحقيقية، وتظاهر بقبول قرار خلقدونية"٤.


١ الأربوسية: هم أصحاب آريوس وكان قيسًا بالإسكندرية، ومن قوله: التوحيد، المجرد وأن عيسى عليه السلام عبد مخلوق وأنه كلمة الله التي بها خلق السماوات والأرض، ابن حزم، الفصل ١/ ٤٨.
٢ تفسير القرآن العظيم ٣/ ٦٢.
٣ وهم التابعون للكنيسة الشرقية الأرثوذكية، وأكثر أتباعها من الروم الشرقيين ومن البلاد الشرقية. كروسيا والبلقان واليونان، وكان مقرها الأصلي القسطنطينية. انظر: شلبي، المسيحية ٢٣٨.
٤ خلقدونية: هو ثغر منه المصيصة وطرطوس وأدنة في آسيا الصغرى على البسفور، وينسب إليه مجمع مسيحي عقد فيها سنة ٤٥١، حضره ٥٢٠ أسقفًا، وقيل: أكثر، وكان من أهم قراراته:
١- أن المسيح فيه طبيعتان لا طبيعة واحدة وأن الألوهية طبيعة وحدها، والناسوت طبيعة وحدها؛ التقتا في المسيح.
٢- لعن "ديسقورس" بطريرك كنيسة الإسكندرية ونفيه.
انظر: محاضرات في النصرانية، لأبي زهرة ص ١٣٧.

<<  <   >  >>