للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَلَّامُ الْغُيُوبِ} ١.

بل وخصوا كنائسهم وبابواتهم ومطارنتهم ببغض خصائص الله عز وجل كمغفرة الذنوب ودخول الجنة والحرمان منها.

ففي المجمع الثاني عشر من مجامعهم المعقود في سنة ١٢١٥م، قرروا: "أن الكنيسة البابوية تملك الغفران وتمنحه لمن تشاء"٢؛ وبناء على هذا القرار قامت الكنيسة بإصدار ما يسمى بـ"صكوك الغفران".

يقول أحد قسسهم في هذا: "وقد جعل الله في أيدي المطارين ما لم يجعله في يد أحد؛ وذلك أن كل ما يفعلون في الأرض يفعله الله في السماء؛ فإذا أذنبنا فهم الذين يقبلون التوبات ويعفون عن السيئات بأيديهم صلاح الأحياء والأموات"٣ ماذا أبقوا الله عز وجل؟!

٢- ومن ضلالهم في هذا الباب أيضًا أنهم سبوا الخالق عز وجل وتنقصوه:

وذلك من وجهين:

الأول: قولهم إنه اتخذ ولدًا؛ حيث قالوا: إن المسيح ابن الله، كما قال تعالى: {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} ٤، وقد نزه الله عز وجل نفسه عن اتخاذ الصحابة والولد؛ فقال: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} ٥، وقال سبحانه: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا، لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ


١ سورة المائدة: آية ١١٦.
٢ أبو زهرة: النصرانية، ص ١٤٨. ود. أحمد شلبي، المسيحية، ص١٩٧.
٣ أبو عبيدة الخزرجي، بين المسيحية والإسلام، "بتحقيق د. محمد شامة"، ص٩١.
٤ سورة التوبة من آية ٣٠.
٥ سورة البقرة: آية ١١٦.

<<  <   >  >>