للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممحقة للكسب "١ أخرجاه.

وعن سلمان; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله.........


قوله:" ممحقة للكسب ": أي: متلفة له، والإتلاف يشمل الإتلاف الحسي بأن يسلط الله على ماله شيئا يتلفه من حريق أو نهب أو مرض يلحق صاحب المال فيتلفه في العلاج، والإتلاف المعنوي بأن ينزع الله البركة من ماله فلا ينتفع به لا دينا ولا دنيا، وكم من إنسان عنده مال قليل، لكن نفعه الله به ونفع غيره ومن وراءه، وكم من إنسان عنده أموال لكن لم ينتفع بها صار -والعياذ بالله- بخيلا يعيش عيشة الفقراء وهو غني; لأن البركة قد محقت.
قوله: "ثلاثة": مبتدأ، وسوغ الابتداء بها أنها أفادت التقسيم.
قوله: "لا يكلمهم الله ": التكليم: هو إسماع القول، وأما ما يقدره الإنسان في نفسه; فلا يسمى كلاما على سبيل الإطلاق، وإن كان يسمى قولا بالتقييد بالنفس; كقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ} ٢ وقال عمر رضي الله عنه -في قصة السقيفة-: "زورت في نفسي كلاما"٣ أي: قدرته. فالكلام عند الإطلاق لا يكون إلا بحرف وصوت مسموع. واختلف الناس في كلام الله إلى ثمانية أقوال كما ذكره ابن القيم في "الصواعق المرسلة".

<<  <  ج: ص:  >  >>