مناسبة الباب لكتاب التوحيد أن الاستشفاع بالله على خلقه تنقص لله عز وجل لأنه جعل مرتبة الله أدنى من مرتبة المشفوع إليه; إذ لو كان أعلى مرتبة ما احتاج أن يشفع عنده، بل يأمره أمرا والله عز وجل لا يشفع لأحد من خلقه إلى أحد; لأنه أَجَلّ وأعظم من أن يكون شافعا، ولهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك على الأعرابي، وهذا وجه وضع هذا الباب في كتاب التوحيد. قوله: "أعرابي": واحد الأعراب، وهم سكان البادية، والغالب على الأعراب الجفاء; لأنهم أحرى أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله. قوله: "نهكت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال" "نهكت"; أي: ضعفت. و"جاع العيال، وهلكت الأموال"; أي: من قلة المطر والخصب، فضعف الأنفس بسبب ضعف القوة النفسية والمعنوية التي تحصل فيما إذا لم يكن هناك خصب، وجاع العيال لقلة العيش، وهلكت الأموال; لأنها لم تجد ما ترعاه.