للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستسق لنا ربك; فإنا نستشفع بالله عليك، وبك على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله! سبحان الله! ...............................................


قوله: "فاستسق لنا ربك": أي: اطلب من الله أن يسقينا، وهذا لا بأس به; لأن طلب الدعاء ممن ترجى إجابته من وسائل إجابة الدعاء.
قوله: "نستشفع بالله عليك": أي: نجعله واسطة بيننا وبينك لتدعو الله لنا، وهذا يقتضي أنه جعل مرتبة الله في مرتبة أدنى من مرتبة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله: "ونستشفع بك على الله": أي: نطلب منك أن تكون شافعا لنا عند الله، فتدعو الله لنا، وهذا صحيح.
قوله: "سبحان الله! سبحان الله": قاله صلى الله عليه وسلم استعظاما لهذا القول، وإنكارا له، وتنزيها لله عز وجل عما لا يليق به من جعله شافعا بين الخلق وبين الرسول صلى الله عليه وسلم. و"سبحان": اسم مصدر منصوب على أنه مفعول مطلق من سبح يسبح تسبيحا، وإذا جاءت الكلمة بمعنى المصدر وليس فيها حروفه; فهي اسم مصدر، مثل: كلام اسم مصدر كَلّم والمصدر تكليم، ومثل: سلام اسم مصدر سَلّم والمصدر تسليم. و"سبحان": مفعول مطلق، وهو لازم النصب وحذف العامل أيضا، فلا يأتي مع الفعل، فلا تقول: سبحت الله سبحانا إلا نادرا في الشعر ونحوه. والتسبيح: تنزيه الله عما لا يليق به من نقص، أو عيب، أو مماثلة للمخلوق، أو ما أشبه ذلك.
وإن شئت أدخل مماثلة المخلوق مع النقص والعيب; لأن مماثلة الناقص نقص، بل مقارنة الكامل بالناقص تجعله ناقصا; كما قال الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره
... إذا قيل إن السيف أمضى من العصا

<<  <  ج: ص:  >  >>