" يدعون ": صلة الموصول. وجملة " يبتغون ": خبر المبتدأ; أي: هؤلاء الذين يدعوهم هؤلاء هم أنفسهم يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب; فكيف تدعونهم وهم محتاجون مفتقرون؟! فهذا سفه في الحقيقة، وهذا ينطبق على كل من دعي، وهو داع; كعيسى بن مريم، والملائكة، والأولياء، والصالحين. وأما الشجر والحجر; فلا يدخل في الآية. فهؤلاء الذين زعمتم أنهم أولياء من دون الله لا يملكون كشف الضر ولا تحويله من مكان إلى مكان; لأنهم هم بأنفسهم يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب، وقد قال تعالى مبينا حال هؤلاء المدعوين: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} ٢. قوله: " يدعون " ; أي: دعاء مسألة; كمن يدعو عليا عند وقوعهم في الشدائد، وكمن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم وقد يكون دعاء عبادة; كمن يتذلل لهم بالتقرب، والنذر، والركوع، والسجود.