للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثامنة عشرة: أن هذا علم من أعلام النبوة، لكونه وقع كما أخبر.


والإباحة، ولكنه للتحذير، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ستفترق هذه الأمه إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار، إلا واحدة "١ وقال: " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير ... "٢ الحديث، وقال: " إن الظعينة تذهب من كذا إلى كذا لا تخشى إلا الله "٣ وما أشبه ذلك من الأمور التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوعها مع تحريمها.
الثامنة عشرة: أن هذا علم من أعلام النبوة لكونه وقع كما أخبر: يعني اتباع سنن من كان قبلنا. فإن قال قائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد خطب الناس بعرفة، وقال: " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب "٤ فكيف تقع عبادته؟
فالجواب: أن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بيأسه لا يدل على عدم الوقوع، بل يجوز أن يقع، على خلاف ما توقعه الشيطان، لأن الشيطان لما حصلت الفتوحات، وقوي الإسلام، ودخل الناس في دين الله أفواجا؛ يئس أن يعبد سوى الله في هذه الجزيرة، ولكن حكمة الله تأبى إلا أن يكون ذلك، وهذا نقوله ولا بد، لئلا يقال: إن جميع الأفعال التي تقع في الجزيرة العربية، لا يمكن أن تكون شركا، ومعلوم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

<<  <  ج: ص:  >  >>