قوله: {فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ} ، أي: لا يستطيع أحد أن يرد فضل الله أبدا، ولو اجتمعت الأمة على ذلك، وفي الحديث: " اللهم! لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت "٢. وعليه، فنعتمد على الله في جلب المنافع، ودفع المضار، وبقاء ما أنعم علينا به، ونعلم أن الأمة مهما بلغت من المكر والكيد والحيل لتمنع فضل الله، فإنها لا تستطيع. قوله: {يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ} ، الضمير إما أن يعود إلى الفضل، لأنه أقرب، أو إلى الخير، لأنه هو الذي يتحدث عنه، ولا يختلف المعنى بذلك. قوله: (من يشاء) : كل فعل مقيد بالمشيئة، فإنه مقيد بالحكمة، لأن مشيئة الله ليست مجردة يفعل ما يشاء لمجرد أنه يفعله فقط، لأن من