فالمهم أن الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه. وقد يستدل بدعاء خبيب حيث قال: "اللهم أحصهم عددا، ولا تبق منهم أحدا" ٢ على جواز ذلك; لأنه وقع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولأن الأمر وقع كما دعا; فإنه ما بقي منهم أحد على رأس الحول، ولم ينكر الله تعالى ذلك، ولا أنكره النبي صلى الله عليه وسلم بل إن إجابة الله دعاءه يدل على رضاه به وإقراره عليه. فهذا قد يستدل به على جواز الدعاء على الكفار بالهلاك، لكن يحتاج أن ينظر في القصة; فقد يكون لها أسباب خاصة، لا تتأتى في كل شيء. ثم إن خبيبا دعا بالهلاك لفئة محصورة من الكفار لا لجميع الكفار. وفيه أيضا إن صح الحديث: دعاؤه على عتبة بن أبي لهب: " اللهم! سلط عليه كلبا من كلابك "٣ فيه دليل على الدعاء بالهلاك، لكن هذا على شخص معين لا على جميع الكفار.