إذا قوله: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} ٢ تفيد أن الشفاعة متعددة كما سبق٣. الآية الثالثة: قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي} ٤ "من": اسم استفهام بمعنى النفي; أي: لا يشفع أحد عند الله إلا بإذنه "ذا": هل تجعل ذا اسما موصولا كما قال ابن مالك في "الألفية" أو لا تصح أن تكون اسما موصولا هنا لوجود الاسم الموصول "الذي" الثاني هو الأقرب، وإن كان بعض المعربين قال: يجوز أن تكون "الذي" توكيدا لها. والصحيح أن "ذا" هنا إما مركبة مع "من"، أو زائدة للتوكيد، وأيا كان الإعراب; فالمعنى: إنه لا أحد يشفع عند الله إلا بإذن الله. وسبق أن النفي إذا جاء في سياق الاستفهام; فإنه يكون مضمنا معنى التحدي، أي إذا كان أحد يشفع بغير إذن الله فأت به. قوله: "عنده": ظرف مكان، وهو سبحانه في العلو; فلا يشفع