للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السادسة: من أسعد الناس بها.

السابعة: أنها لا تكون لمن أشرك بالله.

الثامنة: بيان حقيقتها.


السادسة: من أسعد الناس بها: هم أهل التوحيد والإخلاص من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه ولا إله إلا الله معناه: لا معبود حق إلا الله، وليس المعنى: لا معبود إلا الله; لأنه لو كان كذلك; لكان الواقع يكذب هذا، إذ إن هناك معبودات من دون الله تعبد وتسمى آلهة، ولكنها باطلة، وحينئذ يتعين أن يكون المراد لا إله حق إلا الله ولا إله إلا الله تتضمن نفيا وإثباتا، هذا هو التوحيد; لان الإثبات المجرد لا يمنع المشاركة، والنفي المجرد تعطيل محض، فلو قلت: لا إله معناه عطلت كل إله، ولو قلت: الله إله ما وحدت; لأن مثل هذه الصيغة لا تمنع المشاركة، ولهذا قال الله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} ١، لما جاء الإثبات فقط أكده بقوله: واحد.
السابعة: أنها لا تكون لمن أشرك بالله: لقوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} ٢، وغير ذلك مما نفى الله فيه الشفاعة للمشركين، ولقوله صلى الله عليه وسلم " خالصا من قلبه "٣.
الثامنة: بيان حقيقتها: وحقيقتها: أن الله تعالى يتفضل على أهل الإخلاص; فيغفر لهم بواسطة من أذن له أن يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود.

<<  <  ج: ص:  >  >>