قوله: "ما كان": ما: نافية، وكان: فعل ماض ناقص قوله: "أن يستغفروا": أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر اسم كان مؤخر. قوله: "للنبي": خبر مقدم; أي: ما كان استغفاره. واعلم أن ما كان أو ما ينبغي أو لا ينبغي ونحوها إذا جاءت في القرآن والحديث; فالمراد أن ذلك ممتنع غاية الامتناع; كقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ} ٢، وقوله: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً} ٣، وقوله: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} ٤، وقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام "٥. وقوله: "أن يستغفروا"; أي: يطلبوا المغفرة للمشركين قوله: {وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} ٦ أي: حتى ولو كانوا أقارب لهم، ولهذا لما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ومر بقبر أمه استأذن الله أن يستغفر لها فما أذن الله له، فاستأذنه أن يزور قبرها فأذن له; فزاره للاعتبار وبكى وأبكى من حوله من الصحابة٧ فالله منعه من طلب المغفرة للمشركين; لأن