الجواب: يرجع في التفسير أولا إلى القرآن; فالقرآن يفسر بعضه بعضا، مثل قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} ١ تفسيرها: {نَارٌ حَامِيَةٌ} ٢ فإن لم نجد في القرآن; فإلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن لم نجد; فإلى تفسير الصحابة، وتفسير الصحابي حجة بلا شك; لأنهم أدرى بالقرآن حيث نزل بعصرهم وبلغتهم، ويعرفون عنه أكثر من غيرهم، حتى قال بعض العلماء: إن تفسير الصحابي في حكم المرفوع، وهذا ليس بصحيح، لكنه لا شك أنه حجة على من بعدهم، فإن اختلف الصحابة في التفسير أخذنا بما يرجحه سياق الآية، والآية تدل على ما ذكره ابن عباس; إلا أن ظاهر السياق أن هؤلاء القوم الصالحين كانوا قبل نوح صلى الله عليه وسلم وقد عرفت القول الراجح. قوله: "الأمد": الزمن وهذا كتفسير ابن عباس; إلا أن ابن عباس يقول: " إنهم جعلوا الأنصاب في مجالسهم " وهنا يقول: "عكفوا على قبورهم"، ولا يبعد أنهم فعلوا هذا وهذا، أو أنهم قبروا في مجالسهم; فتكون هي محل القبور والشاهد قوله: "ثم طال عليهم الأمد; فعبدوهم"; فسبب العبادة إذا الغلو في هؤلاء الصالحين حتى عبدوهم.