فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تدل على تحريم الغلو، وأنه سبب للهلاك وأن الواجب أن يسير العبد إلى الله بين طرفي نقيض بالدين الوسط، فكما أن هذه الأمة هي الوسط ودينها هو الوسط; فينبغي أن يكون سيرها في دينها على الطريق الوسط. فيه مسائل: الأولى: أن من فهم هذا الباب - أي: بما مر من تفسير الآية الكريمة: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ} ١ - وبابين بعده; تبين له غربة الإسلام وهذا حق; فإن الإسلام المبني على التوحيد الخالص غريب، فكثير من البلدان الإسلامية تجد فيها الغلو في الصالحين في قبورهم فلا تجد بلدا مسلما إلا وفيه غلو في قبور الصالحين، وقد يكون ليس قبر رجل صالح، قد يكون وهما، مثل قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما; فأهل