الثالثة عشرة: معرفة عظم شأن هذه القصة: أي: قصة هؤلاء الذين غلوا في الصالحين وغير الصالحين، لكن اعتقدوا فيهم الصلاح، حتى تدرج بهم الأمر إلى عبادتهم من دون الله; فتجب معرفة هذه القصة، وأن أمر الغلو عظيم، ونتائجه وخيمة; فالحاجة شديدة إلى ذلك، والغفلة عنها كثيرة، والناس لو تدبرت أحوالهم وسبرت قلوبهم وجدت أنهم في غفلة عن هذا الأمر، وهذا موجود في البلاد الإسلامية. الرابعة عشرة: وهي أعجب العجب -: قراءتهم إياها في كتب التفسير والحديث. قوله: "وأعجب": أي: أكثر عجبا وأشد، والعجب نوعان: الأول: بمعنى الاستحسان، وهو ما إذا تعلق بمحمود; كقول عائشة في الحديث: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره، وفي شأنه كله "١.