السابعة عشرة: البيان العظيم في قوله صلى الله عليه وسلم " لا تطروني " الحديث: معنى الإطراء: الغلو في المدح، والمبالغة فيه. وهذا الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم وقع فيه بعض هذه الأمة، بل أشد; حتى جعلوا النبي صلى الله عليه وسلم المرجع في كل شيء، وهذا أعظم من قول النصارى: المسيح ابن الله، وثالث ثلاثة. ومعنى: "بلغ"; أي: أوصل وبين. الثامنة عشرة: نصيحته إيانا بهلاك المتنطعين: وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم "هلك المتنطعون"; فلم يرد مجرد الخبر، ولكن التحذير من التنطع. التاسعة عشرة: التصريح بأنها لم تعبد حتى نسي العلم: أي: لم تعبد هذه التماثيل إلا بعد أن نسي العلم واضمحل; ففيه دليل على معرفة قدر وجوده أي العلم، وأن وجوده أمر ضروري للأمة; لأنه إذا فقد العلم; حل الجهل محله، وإذا حل الجهل; فلا تسأل عن حال الناس; فسوف لا يعرفون كيف يعبدون الله، ولا كيف يتقربون إليه. العشرون: أن سبب فقد العلم موت العلماء فهذا من أكبر