فالشرك أمره عظيم جدا، ونحن نحذر إخواننا المسلمين مما هم عليه الآن من الانكباب العظيم على الدنيا حتى غفلوا عما خلقوا له، واشتغلوا بما خلق لهم; فعامة الناس الآن تجدهم مشتغلين بالدنيا، ليس في أفكارهم إلا الدنيا قائمين وقاعدين ونائمين ومستيقظين، وهذا في الحقيقة نوع من الشرك; لأنه يوجب الغفلة عن الله عزوجل ولهذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك عبدا لما تعبد له، فقال: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة "٢ ولو أقبل العبد على الله بقلبه وجوارحه لحصل ما قدر له من الدنيا; فالدنيا وسيلة وليست غاية، وتعس من جعلها غاية، كيف تجعلها غاية وأنت لا تدري مقامك فيها؟! وكيف تجعلها غاية وسرورها مصحوب بالأحزان; كما قال الشاعر: فيوم علينا ويوم لنا ... ويوم نساء ويوم نسر فالحاصل: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث لتحقيق عبادة الله، ولهذا كان حريصا