للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: لا تبشرهم فيتكلوا ". أخرجاه في "الصحيحين"١.


الهمزة، فالأصل: فألا أبشر الناس؟ لكن لما كان مثل هذا التركيب ركيكا، وهمزة الاستفهام لها الصدارة، قدمت على حرف العطف، ومثل ذلك قوله تعالى: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} ٢ وقوله تعالى: {أَفَلا تُبْصِرُونَ} ، وقوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ} ٣.
والبشارة: هي الإخبار بما يسر. وقد تستعمل في الإخبار بما يضر، ومنه قوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} ٤ لكن الأكثر الأول.
قوله: "لا تبشرهم": أي: لا تخبرهم، ولا ناهية.
ومعنى الحديث أن الله لا يعذب من لا يشرك به شيئا، وأن المعاصي تكون مغفورة بتحقيق التوحيد، ونهى صلى الله عليه وسلم عن إخبارهم، لئلا يعتمدوا على هذه البشرى دون تحقيق مقتضاها، لأن تحقيق التوحيد يستلزم اجتناب المعاصي، لأن المعاصي صادرة عن الهوى، وهذا نوع من الشرك، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} ٥.
ومناسبة الحديث للترجمة
فضيلة التوحيد، وأنه مانع من عذاب الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>