للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.......................................................................


نون اليهود ولام جهمي هما ... في وحي رب العرش زائدتان
أمر اليهودُ بأن يقولوا حطةً ... فأبوا وقالوا حنطةً لهوان
وكذلك الجهمي قيل له استوى ... فأبى وزاد الحرف للنقصان
ووجد في الأمم السابقة من اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، ووجد في هذه الأمة من يعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم بقول شيخه.
فإذا تأملت كلام النبي صلى الله عليه وسلم وجدته مطابقا للواقع: "لتتبعن سنن من كان قبلكم"، ولكن يبقى النظر: هل هذا الحديث للتحذير أو للإقرار؟
الجواب: لا شك أنه للتحذير وليس للإقرار; فلا يقول أحد: سأحسد وسآكل الربا، وسأعتدي على الخلق; لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك، فمن قال ذلك; فإننا نقول له: أخطأت; لأن قول النبي صلى الله عليه وسلم لا شك أنه للتحذير، ولهذا قال الصحابة: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ثم نقول لهم أيضا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأشياء ستقع، ومع ذلك أخبر بأنها حرام بنص القرآن. فمن ذلك أنه أخبر أن الرجل يكرم زوجته ويعق أمه، وأخبر أن الإنسان يعصي أباه ويدني صديقه١ وهذا ليس بجائز بنص القرآن، لكن قصد التحذير من هذا العمل.
ووجد في الأمم السابقة من يقول للمؤمنين: إن هؤلاء لضالون، ووجد في هذه الأمة من يقول للمؤمنين: إن هؤلاء لرجعيون. فالمعاصي لها أصل في الأمم على حسب ما سبق، ولكن من وفقه الله للهداية اهتدى.
والحاصل أنك لا تكاد تجد معصية في هذه الأمة إلا وجدت لها

<<  <  ج: ص:  >  >>