للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا وقع عليهم السيف; لم يرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين............................................


وقال تعالى عن آل فرعون أئمة:} {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ} ١.
والذي في حديث الباب: "الأئمة المضلين"، أئمة الشر، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إن أعظم ما يخاف على الأمة الأئمة المضلون; كرؤساء الجهمية والمعتزلة وغيرهم الذين تفرقت الأمة بسببهم. والمراد بقوله: "الأئمة المضلين": الذين يقودون الناس باسم الشرع، والذين يأخذون الناس بالقهر والسلطان; فيشمل الحكام الفاسدين، والعلماء المضلين، الذين يدعون أن ما هم عليه شرع الله، وهم أشد الناس عداوة له.
قال الإمام أحمد رحمه الله: لو كان لي دعوة مستجابة; لصرفتها للسلطان; فإن بصلاحه صلاح الأمة.
قوله: "وإذا وقع عليهم السيف ... " إلخ: هذا من آيات النبي صلى الله عليه وسلم وهذا حق واقع; فإنه لما وقع السيف في هذه الأمة لم يرفع، فما زال بينهم القتال منذ قتل الخليفة الثالث عثمانرضي الله عنهوصارت الأمة يقتل بعضهم بعضا ويسبي بعضها بعضا.
قوله: " ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين ": الحي: بمعنى القبيلة. وهل المراد باللحوق هنا اللحوق البدني، بمعنى أنه يذهب هذا الحي إلى المشركين ويدخلون فيهم، أو اللحوق الحكمي، بمعنى أن يعملوا بعمل المشركين، أو الأمران معا؟ الظاهر أن المراد جميع ذلك.
وأما الحي; فالظاهر أن المراد به الجنس، وليس واحد الأحياء،

<<  <  ج: ص:  >  >>