وهي أيضا سبب من أسباب فساد المجتمع; لأن هذا النمام إذا أراد أن يعتدي على كل صديقين متحابين، ويفرق بينهما بنميمته فسد المجتمع; لأن المجتمع مكون من أفراد، فإذا تفرقت صار كما قال الله عزوجل: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} ٢ وإذا لم يكن المجتمع كإنسان واحد; فإنه لا يمكن أن يكون مجتمعا; فهو أفراد متناثرة، والأفراد المتناثرة ليس لها قوة، ولهذا قال الشاعر. لا تخاصم بواحد أهل بيت ... فضعيفان يغلبان قويا وقال الآخر: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا ... فإذا افترقن تكسرت أفرادا ونحن لو تأملنا النصوص الشرعية; لوجدناها تحرم كل ما يكون سببا للتفرق والقطيعة، قال صلى الله عليه وسلم " لا يبيع بعضكم على بيع أخيه "٣. وقال: " لا يخطب الرجل على خطبة أخيه "٤ وكل هذا لدفع ما يوجب العداوة والبغضاء بين الناس.