وقال كثير من المفسرين في قوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ} ٢ إن الأمن في الآخرة، والهداية في الدنيا، والصواب أنها عامة بالنسبة للأمن والهداية في الدنيا والآخرة. مناسبة الآية للترجمة أن الله أثبت الأمن لمن لم يشرك، والذي لم يشرك يكون موحدا، فدل على أن من فضائل التوحيد استقرار الأمن. قوله: " من شهد أن لا إله إلا الله ": الشهادة لا تكون إلا عن علم سابق، قال تعالى: {إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ٣ وهذا العلم قد يكون مكتسبا وقد يكون غريزيا. فالعلم بأنه لا إله إلا الله غريزي، قال صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة " ٤. وقد يكون مكتسبا، وذلك بتدبر آيات الله، والتفكر فيها.