قوله: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، [الواقعة:٨٠] ، خبر ثان لقوله: "وإنه"، وهو كقوله: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، [الشعراء:١٩٢] ، وكقوله: {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} ، [فصلت:٢-٣] ، فهو خبر مكرر مع قوله: "لقرآن". وتنزيل; أي: منزل، فهي مصدر بمعنى اسم المفعول، منزل من رب العالمين، أنزله الله على قلب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه محل الوعي والحفظ بواسطة جبريل، قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} ، [الشعراء:١٩٢-١٩٤] . وقوله: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي: خالقهم. ويستفاد من الآية ما يلي: ١- أن القرآن نازل لجميع الخلق; ففيه دليل على عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم. ٢- أنه نازل من ربهم، وإذا كان كذلك; فهو الحكم بينهم الحاكم عليهم. ٣- أن نزول القرآن من كمال ربوبية الله، فإذا أضيف إلى هذه الآية قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} ، [فصلت:٢-٣] ، علم أن القرآن رحمة للعباد أيضا، وربوبية الله مبنية على الرحمة، قال تعالى: