وقوله: " وجد بهن حلاوة الإيمان": الباء للسببية، وحلاوة: مفعول وجد، وحلاوة الإيمان: ما يجده الإنسان في نفسه وقلبه من الطمأنينة والراحة والانشراح، وليست مدركة باللعاب والفم; فالمقصود بالحلاوة هنا الحلاوة القلبية. الخصلة الأولى من الخصال الواردة في الحديث: قوله: (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما (: الرسول محمد (، وكذا جميع الرسل تجب محبتهم. قوله: " أحب إليه مما سواهما": أي: أحب إليه من الدنيا كلها، ونفسه، وولده، ووالده، وزوجه، وكل شيء سواهما، فإن قيل: لماذا جاء الحديث بالواو "الله ورسوله" وجاء الخبر لهما جميعا "أحب إليه مما سواهما"؟ فالجواب: لأن محبة الرسول (من محبة الله، ولهذا جعل قوله: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ركنا واحدا; لأن الإخلاص لا يتم إلا بالمتابعة التي جاءت عن طريق النبي. الخصلة الثانية: قوله: (وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله) . قوله: "وأن يحب المرء" يشمل الرجل والمرأة. قوله: "لا يحبه إلا لله ": اللام للتعليل، أي: من أجل الله; لأنه قائم بطاعة الله.